بحث هذه المدونة الإلكترونية

الايزيديون في المحافل والمؤتمرات الدولية..



ديندار جيجو .
هناك مقولة مشهورة هي انه " لكل مقام مقال"، وهي مقولة موجزة جداً ولها مدلولات عظيمة، ومن تلك المدلولات هو أن أسلوب المتحدث ومضمون حديثه ينبغي أن يعتمد على أمور عديدة، منها مناسبة الحديث والاشخاص الذين يتوجه اليهم الحديث، وكيف يمكن للمتحدث إيصال الفكرة المطلوبة والمفيدة الى من يوجه اليه الكلام. وإذا أردنا تطبيق هذه المقولة على المؤتمرات ، فاننا نقول: بأن لكل مؤتمر عنوان أو أسم وينبغي أن يكون كل ما يطرح في المؤتمر ملائماً مع اجنداته وطبيعته، وإن طرح ومناقشة امور وقضايا تخرج عن نطاق وطبيعة واجندة المؤتمر يكاد لا يكون سوى كلام لايسمن لايغني عن جوع. فهناك المؤتمرات السياسية التي تتناول القضايا السياسية، وهناك التي تتناول القضايا الانسانية، واخرى حقوقية والخ من المواضيع الكثيرة في هذا العالم الشائك الواسع الذي لاتنتهي مشاكله.
وبقدر تعلق الامر ببعض النشطاء الايزيديين وحضورهم للعديد من المؤتمرات التي تعقد لتناول مختلف القضايا والمشاكل التي يعاني منها الايزيديون وخصوصاً بعد الاجتياح الداعشي لسنجار والمظالم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق الايزيديين، فاننا نلاحظ عدم الانتباه الى هذه النقطة المهمة الخاصة بالمؤتمرات وان هذه القاعدة لا يتم مراعاتها دائماً، من الأمثلة الحية على ذلك هو المؤتمر الاخير الذي انعقد في مبنى البرلمان الاوربي في بروكسل للفترة (٢٩ حزيران ولغاية ١ تموز) وشارك فيه العديد من النشطاء الايزيديين.. واذا كنا لاننسى المجهود الكبير الذي بذله ويبذله البعض منهم في ايصال صرخات ونداءات الشارع الايزيدي ومطالبه الى المحافل الدولية ولكننا يجب ان نضع بعض النقاط على بعض الحروف ونشخص مكامن الخلل لكي يتم الاستفادة منها في المناسبات القادمة..
المؤتمر حمل عنوان أو الأسم التالي: (المؤتمر الدولي حول الوضع الانساني والاقليات الدينية في العراق)، والمتمعن في هذا الاسم ينبغي ان يلاحظ بأن المؤتمر مخصص لتناول القضايا الانسانية للاقليات .. واعتقد بأن المشاركون الايزيديون قد انتبهوا -في وقت متأخر - الى هذه النقطة ، فقد ورد في نهاية بلاغ المشاركين الايزيديين في المؤتمر، مايلي " تجدر الاشارة الى ان الجانب الاوروبي في ختام المؤتمر قد ركز على القضايا الانسانية وأخذ المشاركون الاوروبيون ملاحظات الايزيدية بنظر الاعتبار وبشكل خاص حول موضوع اللاجئين الايزيديين في تركيا الذين حاولوا العبور الى بلغاريا، إضافة الى معاناة المخطوفين والنازحين، .."
فإذا اطٌلعنا على الكلمات التي قرأها بعض المشاركين ونشروها في صفحاتهم على الفيس بوك.. نرى بأن أغلبها إن لم نقل جميعها قد حاولت ضم اكبر قدر ممكن من المطالب.. صحيح بأن كافة تلك المطالب هي مطالب الشارع الايزيدي ولكن هل ان المؤتمر باسمه وعنوانه الآنف الذكر مناسب لطرح ومعالجة وتلبية كافة تلك المطالب !!
كان يجدر بالمشاركين ان يعرفوا طبيعة المؤتمر ويقوموا بصياغة مطالبيهم بصورة محكمة وان يكونوا متفقين فيما بينهم على تلك المطالب، لا أن يقوم كل واحد بصياغة كلمتة حسب رغبته أو رغبة الجهة التي ينتمي اليها، لان المسألة هنا ليست مسألة رأي شخصي يطرحه الكاتب او الباحث الفلاني حسب الافكار التي يتأثر بها، بقدر ما هي مسألة رأي عام أيزيدي وأن يقوم المشارك بنقل مطالب الشارع الايزيدي بكل أمانة واخلاص ودون التحيز الى رأي جهة سياسية معينة، لان المسألة تمس مصير شعب كامل يقارب نفوسه المليون..

ليست هناك تعليقات: