بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشؤون الايزيدية والتأهيل النفسي..



ديندار جيجو .

نشرت المديرية العامة للشؤون الإيزيدية في إقليم كردستان، خبراً عن قيامها بالتأهيل النفسي لدفعة جديدة من الناجيات الإيزيديات تضم 28 ناجية إيزيدية ، وذلك في اطار عمل مشترك بين المديرية المذكورة ومنظمة CRI الأمريكية، وبأن الناجيات قد خضعن للعلاج النفسي، ولفترات من الترفيه والنقاهة، وبأن المديرية ستقوم بفتح دورات تأهيلية أخرى لبقية الناجيات، حيث يضم ذلك العمل ستة معالجات نفسيات أمريكيات.
إن الامر الذي يدعو للتعجب والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال .. هل ان هذا الخبر يدخل في نطاق الدعاية الاعلامية للمديرية المذكورة ؟؟ أم ان كل طائفة في المجتمع الكوردستاني ستقوم بالاهتمام بعلاج مرضاها بطريقتها وعلى ضؤء قدراتها وامكانياتها؟؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فما هي علاقة المديرية العامة للشؤون الايزيدية بالتأهيل النفسي للايزيديين المصابين بامراض نفسية؟؟
على المديرية العامة للشؤون الايزيدية أن تعرف ماهي واجباتها، واذا كانت عاجزة عن تلك الواجبات فلا يمكنها ترقيع اخطائها ببعض الانجازات الهامشية على حساب المساكين الابرياء. فهي ليست بمؤسسة طبية أو صحية لكي تهتم بمن هم بحاجة الى الرعاية الصحية.. فكل حكومة أو دولة يجب ان تعمل بنظام المؤسسات ، والا فان المجتمع سيضيع في مستنقع الفوضى الادارية والمهنية.
المعروف بأن مهمة التأهيل النفسي والمعالجة بكافة اصنافها وفروعها تقع على عاتق المؤسسات الطبية التي تعمل في نطاق وزارة الصحة ، وهي تقدم خدماتها  للمواطن على قدم المساواة وبغض النظر عن دينه أو قوميته أو طائفته.. ومن واجبها الاهتمام بالاشخاص الذين بحاجة الى رعاية صحية بكافة صنوفها سواءاً كانت جسمانية أو نفسية؟؟
وإذا كانت الحكومة عاجزة عن توفير واقامة مؤسسات الرعاية الصحية لمواطنيها!! فماذا يمكن ان نطلق على تلك الحكومة؟؟ أم ان المؤسسات الحكومية ومنها الصحية اصبحت مجرد مؤسسات ديكورية لاتقدم اية خدمات للمواطن ، وإن قدمت اية خدمات فانها تقدمها على اساس جنس المواطن او لونه أو معتقده؟؟ واذا كانت المؤسسات الحكومية قد اصيبت بالفشل، فلماذا يعترض البعض على مسألة ادارة الايزيديين لمناطقهم بذاتهم .. وإذا كان نهج وتفكير المؤسسات  الكوردستانية مبنية على هذا الاساس ، فلا يحق لها ابداً الاعتراض على أي مشروع ايزيدي قائم على ادارة مناطقهم بذاتهم ، حيث سيكون بمقدور الايزيديين ادارة مناطقهم بصورة افضل مما هم عليها الان ، دون ان تكون بحاجة الى منية من أحد..

ليست هناك تعليقات: